بقلم ماجد الغيلي
ــــــــــــ
في فعالية الذكرى الثالثة من الصمود في وجه العدوان السعودي الأمريكي على اليمن يؤكد اليمنيون بحشدهم في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء موقفهم الثابت الرافض للعدوان والحصار بكل أشكاله.
وفي هذا الحشد الذي ضم مئات الآلاف عبر الحاضرون عن استمرارهم في الصمود والمواجهة حتى اندحار العدوان وحتى يتحقق النصر الكبير المؤزر لليمن وينعم اليمنيون في مختلف المناطق بالأمن والأمان والاستقرار.
هذا الحشد بهذا العنفوان وبهذا الزخم هو يعكس الحالة القائمة والمستمرة لدى اليمنيين أن لا وهن ولا انكسار في مواجهة العدوان مهما طال أمده ومهما استمر.. ويبعث برسالة أنه من عام إلى عام لن يزداد أبناء الشعب اليمني إلا قوة وصمودا واستبسالا في وجه العدوان والحصار.
تنوع الحشد هو الآخر يدل على أن كل أطياف الشعب هي ضد العدوان منذ اليوم الأول، العلماء والمثقفون والأكاديميون والسياسيون والإعلاميون والقبائل وكافة فئات المجتمع، الذين يؤكدون أن مخططات العدوان باتت مكشوفة ومفضوحة ولا مجال للمساومة في الأرض والعرض وفي كل مقدس يراد له أن يدنس في اليمن الميمون.
كما يدل تنوع الحشد أيضا على أن الشعب هو صاحب قرار وموقف، وموقفه من العدوان كان واضحا، ويدل أيضا أن المرتزقة لا يمثلون الشعب لا من قريب ولا من بعيد، ولا يمثلون حتى أنفسهم كمرتزقة بقرار مستقل، وإنما يمثلون طرف العدوان بتبعيتهم له وسعيهم في تحقيق مآربهم من احتلال اليمن.
منصة السبعين لمن دقق النظر فيها، والتي قصفها العدوان هي الأخرى، يبعث الشعب من خلالها رسالته، أنه مهما قصفتم ومهما أجرمتم بحق هذا الشعب فإن ذلك لن يثني الشعب اليمني للمضي قدما نحو تحقيق الحرية والكرامة والعزة والإباء، فهي رغم أنها مدمرة بشكل شبه كلي إلا أن الحضور ذلك لم يمنع الحاضرين أمامها وتوصيل صوت الرفض للعدوان من ساحتها “ساحة السبعين”.
المرأة اليمنية كانت حاضرة في الساحة وبرزت كمواجهة للعدوان وصامدة في وجهه مثلها مثل الرجل، فالعدوان هو على كل اليمنيين، ولذا كان للمرأة اليمنية اليوم حضورا مشرفا وبارزا أوصلت صوتها للعالم بأن هذا العدوان ظالم وحصاره غاشم ومبتغاه تدمير اليمن أرضا وإنسانا.
وأكدت المرأة اليمنية من خلال حضورها في ساحة السبعين أن اليمن هو المنتصر وأن العدوان ومرتزقته سيخسرون نهاية المطاف، لأن من كان رهانه على الله ليس كمن كان رهانه على أمريكا وإسرائيل، ومن توكل على القوي العزيز ليس كمن اتكل على ما لديه من إمكانات وسلاح وعتاد حربي، ولأن سلاح الإيمان سلاح مهم في أرض المعركة مع العدو مهما كانت قوة هذا العدو.
الجانب الأمني كان متواجدا في مداخل ساحة السبعين ومخارجها وكان حضوره قويا وأداؤه عمليا، حيث التقينا بعبد الكريم المهدي أحد الأفراد الأمنيين والذي أكد أن نجاح هذه الفعالية كان بعون الله وتوفيقه وبفضل الشهداء وتضحياتهم وبفضل أسر الشهداء، وأنهم ليسوا إلا سببا، وأن رعاية الله وعونه كانا حاضرين، معتبرا ذلك نجاحا للفعالية على كل المستويات، ومشيرا بأن الجانب الأمني يقوم بواجبه التأميني من قبل الفعالية بأيام.
المنضمون هم الآخرون كان لهم دورهم البارز والمهم في تنظيم الفعالية وتنظيم الوفود الغفيرة القادمة من مختلف مناطق العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، وعملهم الدؤوب أثمر في رسم لوحة الحشد اليوم التي تعكس مدى نظام اليمنيين وانضباطهم والتزامهم بالتعليمات والترتيبات التنظيمية التي من شأنها أن تغيض الأعداء وتحبس أنفاسهم.
كما لا يُغفل الجانبُ الصحي الذي كان له دور مهم، حيث يؤكد الصحيون بأن الجانب الصحي سيكون دائما في المقدمة سواء في فعاليات مركزية في صنعاء أو المحافظات أو في جبهات الشرف والبطولة، وسيقوم بواجبه تجاه جرحى أبطال الجيش واللجان ممن جرحوا في ميادين القتال.
على كل حال فإن فعالية اليوم التي نظمت صباحا في صنعاء وفعالية الحديدة التي يتم التنظيم لها عصرا لها رسالتان قويتان، الأولى بأن الشعب اليمني مستمر في صموده وثباته وتماسك جبهته الداخلية والتي يجدد من خلال هذه الفعاليات بمرور كل عام من العدوان أننا كنا ولا زلنا على موقفنا الثابت بالرفض والمواجهة ضد هذا العدوان المتغطرس الظالم الغاشم، والثانية أن الشعب اليمني لن يستسلم أبدا، لأنه ليس من ثقافة اليمنيين الاستسلام، وأن العدوان إذا كان يراهن على استسلام هذا الشعب مع مرور ثلاث سنوات أو أكثر فهو واهم.