محمد صالح حاتم
كثرت المنظمات وتعددت أسمائها وتنوعت مهامها وبرامجها واختلفت جنسياتها، ولكنها اتفقت على الفساد.
يظل الفساد هو العنوان البارز في عمل المنظمات الدولية العاملة في اليمن، رغم رفعها شعار الإنسانية، وتقديم المنح والمساعدات الغذائية، بهدف إنقاذ اليمن من حدوث كارثة إنسانية، ولكن الواقع في اليمن يقول أن عمل المنظمات الدولية هو عمل لاإنساني نظرا ًلما تقوم به هذه المنظمات من أعمال مشبوهة ولا أخلاقية.
وفقا لما كشفته التقارير عن فساد المنظمات الدولية العاملة في اليمن والتي تنوعت وتعددت أنواع الفساد الذي تقوم به هذه المنظمات ومنها نهب وسرقة المساعدات والمعونات والتي تصل إلى أكثر من 75% تحت مسميات (نفقات تشغيلية وأجور نقل ومخازن ودورات تدريبية وورش عمل وإعلانات ومرتبات الموظفين والعاملين في هذه المنظمات) ولا يصل إلى الشعب اليمني إلا ّالنزر القليل الذي لا يتعدى ما نسبته 25%، وان معظم هذه المساعدات فاسدة ومنتهية الصلاحية ولا تصلح للأكل الآدمي، إضافة ًإلى الفساد الأخلاقي الذي تقوم به هذه المنظمات والتي تستهدف الفتيات بشكل ٍخاص، فإن هنالك فساداً آخر تقوم به المنظمات في المناطق الريفية حيث تقوم المنظمات بتوزيع سلات غذائية للمزارعين بهدف ابعادهم عن زراعة اراضيهم وخاصة ًزراعة القمح والحبوب، والهدف هو أن تجعل المزارع يعتمد على هذه المساعدات وأن ّيقلع عن زراعه ارضه، تريد أن يكون أبناء شعبنا معتمدين على المنظمات لا يعتمدون على أنفسهم ويزرعون أراضيهم، وكذلك يوجد هدف آخر للمنظمات تسعى إلى تحقيقه وهو تفكيك النسيج الاجتماعي القبلي وتلاحم ابناء القبيلة من خلال بث ثقافة الكراهية والمناطقية والحقد بين أبناء القبيلة، بسبب عدم العدالة والمساواة في تسجيل المستحقين للمساعدات الغذائية، فهذه المنظمات تقوم وبالتعاون مع ضعفاء النفوس من أعضاء المجالس المحلية والوجهاء والمشائخ بتسجيل أبناء بعض القرى والمحلات وبعض القرى والمحلات لا يتم تسجيلهم، وهذا التفريق والتهميش لهؤلاء يزرع الحساسية في النفوس ويولد الحقد والكراهية بين أبناء العزلة والقرية الواحدة، ويسبب حدوث مشاكل وخلافات قبلية وتتطور أحيانا ًإلى القتال والحروب وسقوط قتلى وجرحى لا سمح الله وهذا قد حدث في عدة مناطق وبعض القرى الريفية، وهذا يعتبر عملاً خطيراً تقوم به المنظمات عن طريق عدم مصداقيتها في عملية المسح والتسجيل واستهداف جميع الأسر المحتاجة في جميع القرى، وهي بعملها هذا تستهدف وحدة عرى المجتمع القبلي وتفكيك الروابط الأخوية لأبناء القبيلة الواحدة، وهذا الفساد يجب علينا التنبه له جميعا.
وهنا نطالب الحكومة والمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ضرورة مراقبة ومعالجة أعمال المنظمات أو إيقاف عملها في اليمن ومنها المناطق الريفية بشكل ٍخاص والذي نشطت في الفترة الأخيرة وكثرت الشكاوى منها وزادة المشاكل بين القبائل بسبب هذه المنظمات.