بقلم/ عبدالله مصلح
قلما تجد شخصية سياسية يمنية تشتمل على سمات متعددة ومتباينة كما هو شأن السياسي محمد صالح النعيمي القيادي البارز في حزب اتحاد القوى الشعبية، وعضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، والمنسق العام للتجمع العربي الإسلامي لدعم خيار المقاومة في اليمن.
فالنعيمي هو أستاذ سياسي ومجتهد اقتصادي، وخبير إداري، وشيخ قبلي، ومواطن إنساني يتسم بالتواضع والبساطة.
يمقت التعصب المذهبي والجهوي، فهو شافعي في زيديته، وقحطاني في عدنانيته.
كما يرفض الصراعات والنزاعات، ويحارب الحروب الداخلية، ويكافح الإقصاء والتهميش، كونه أحد أبرز الضحايا السابقين للإقصاء والتهميش والاعتقال إبان فترة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح.
ورغم التضحيات الجسيمة التي قدمها النعيمي سابقا، فإنه ينأى بنفسه اليوم عن لغة الثأر وثقافة الانتقام، فهو يتحالف بصدق ويخاصم بشرف، لا يجرح أحدا، ولا يغضب من أحد، ولا يعرف ماهية الحقد ولا كينونة الكراهية.
يمتلك النعيمي شعورا متضخما بالمسؤولية، يعشق العمل الدؤوب، ويتفانى في إنجاز المهام الصعبة، ويتمتع بفائض كبير من الطاقة الروحية والأخلاقية التي تمنحه القدرة على ممارسة العمل الدؤوب والنشاط المستدام، فيقدم للبلاد عصارة أفكاره، وخلاصة خبراته، وكل جهده ووقته وإمكانياته.
ومع ذلك لا يتردد أو يتحرج في استشارة أصحاب الاختصاص في أي أمر لا يحيط به علما.
ويعتبر النعيمي ، من وجهة نظر أصدقائه وخصومه، بأنه يمثل شوكة ميزان في المجلس السياسي الأعلى “إدارة الحكم بصنعاء”، ويصفونه بأنه شعرة معاوية بين أنصار صنعاء ومهاجري الخارج، وحلقة الوصل بين القيادات الثورية والسياسية والحكومية والشعبية.
ولذلك فهو -أي النعيمي- يتحرك في كل الاتجاهات الأصلية والفرعية، فتجده تارة يقوم بدور السياسي الذي يقدم الرؤية الاستراتيجية، وتارة يقوم بدور الطبيب الذي يعالج الاختلالات في الجسد اليمني، وتارة يقوم بدور الإطفائي لإخماد الخلافات البينية، وتارة يتنقل بين المحافظات والوزارات والمنشآت المدنية والعسكرية.
ويعد النعيمي عراب الرؤية الوطنية لبناء الدولة، حيث يرأس فريق إعداد مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة، وهذه الرؤية هي أهم وأبرز إنجاز استراتيجي لسلطة صنعاء، وتؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة السياسية وتعزيز الوحدة الداخلية.
وتستند رؤية بناء الدولة إلى دستور الجمهورية اليمنية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقوانين والتشريعات الأساسية، والخطط والبرامج الحكومية، والخطة العالمية للتنمية المستدامة، والتجارب الدولية الناجحة، وتصورات المكونات السياسية.
وإلى جانب الرؤية الوطنية لبناء الدولة، يتولى النعيمي إدارة العديد من الملفات في أروقة المجلس السياسي الأعلى، مثل ملف الأحزاب السياسية والمصالحة الوطنية، وتنمية القطاع الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
كما يناط بالنعيمي متابعة شؤون الإدارة المحلية والمحافظات، إضافة إلى متابعته للجانب العسكري والأمني.
ولهذا كله يستحق النعيمي لقب “القائد المجهول”
أو إن شئت فلتقل: إنه كيان سياسي وطني متكامل يمشي على قدمين.