حسن محمد زيد ——-  بقلم / احمد الحبيشي

 

 

 

على المستوى العام هو شخصية اشكالية متميزة تقبل الخلاف والاختلاف ، ولذلك يجادله فكريا العقلاء ويشتمه عيال السوق والأغبياء والسفهاء الذين تستخدمهم الأحزاب المرجفة في تصفية حساباتها السياسية بذريعة غير أخلاقية شعارها (ذل من لا سفيه له)!!!

وعلى المستوى الشخصي هو صديقي الذي تعرفت عليه بعد قيام الوحدة في منتصف عام 1990، حين كنت عضوا في مجلس النواب ومديرا عاما لمؤسسة الثورة للصحافة والنشر ورئيسا لتحرير صحيفة (الوحدة ) الاسبوعية التي كانت أول صحيفة يمنية حكومية تجسد الرأي والرأي الآخر ، وتنفتح على التنوع والتعددية الفكرية والسياسية.. بل وكانت الصحيفة الوحيدة الني تعرضت للتوقيف مرتين في المرحلة الانتقالية بعد الوحدة بتهمة الخروج عن (النص الرسمي) !!

ومما له دلالة ان قرار توقيف صحيفة (الوحدة) كان يصدر في كل مرة عن وزير الاعلام الذي كان آنذاك عضوا في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ، فيما كنت اكتب بعد كل عودة للصدور ، افتتاحية تنتقد الوزير ، وتعبر عن إدانتها لقرار توقيف الصحيفة ، واصرارها على مواصلة نهجها الديمقراطي التقدمي .. وكانت كتابات حسن زيد والشهيد احمد حسن شرف الدين وعبدالله سلام الحكيمي في صحيفة (الوحدة) من ابرز أسباب توقيفها.

فوجئت ذات يوم بأول زيارة قام بها الأستاذ حسن زيد لي في مكتبي للتعبير عن إعجابه بالصحيفة ، وبآرائي في مجلس النواب ، والتي كان التلفزيون الرسمي ينقلها للناس يوميا.

وبفضل تلك الزيارة المفاجئة تطورت علاقتي الشخصية به وبوالده الشيخ محمد زيد رحمه الله ، والذي كان أحد عناوين ذلك الزمن الجميل.

وعلى يدي الأستاذ حسن زيد تعرفت شخصيا على جواهر فكرية نادرة المثال ، من بينها الشهيد حسين بدر الدين الحوثي والفقيد المفكر الاسلامي العلماني الخالد ابراهيم بن علي الوزير والمفكر الاسلامي التقدمي الشهيد البروفيسور احمد حسن شرف الدين وفضيلة العلامة السيد محمد المطاع والذي كان يكتب عمودا اسبوعيا مثيرا للجدل في الصفحة الأخيرة من صحيفة (الوحدة).

أفخر بأني عاشرت تلك النجوم التي كانت توصف كذبا وزورا وبهتانا ، بالكهنوتية والإمامية على نحو ماتفعله اليوم أبواق العدوان السعودي على اليمن وبعض الخونة والعملاء ، فيما كان كل نجم منها أكثر وطنية وتقدمية وجمهورية من خصومهم الرجعيين والطائفيين والكهنوتيين الذين يعادون الجمهورية ويتآمرون عليها قولا وفعلا ، بعد ان شوهوها وأفرغوها من محتواها وجعلوا منها دولة بين الأغنياء واللصوص وناهبي المال العام.

وأعتز أيصا بالسعادة التي كنت أشعر بها أثناء الصلاة خلف حسن زيد الذي كان يشجينا بصوت يشبه تغريد الكروان أثناء تلاوة قرآن الصلوات ، حتى اننا كنا نطالبه قبل الصلاة بقراءة طوال السور.

يبقى القول انني اختلفت كثيرا مع حسن زيد بسبب مشاركته في نكبات الربيع العبري عام 2011 ، لكن الخلاف في الرأي لم يفسد للود قضية.

سلاما حسن محمد زيد.

إغلاق القائمة