قد يقول قائل أنني سأتحدث عن القدس أو غزة أو الضفة الغربية أو بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، صحيح أنها قضيتنا المركزية الأولى بصفتنا عرب مسلمين ، والاحتلال اليهودي الذي أرخى سدوله على هذه المقدسات وترك بصمات خرابه وتدميره بكل مسجد وكل شرفة وكل زقاق منذ وقوعها تحت الانتداب البريطاني في 1922ووعد بلفور عام 1917م الذي جعل من فلسطين دولة قومية لليهود وحتى اعلان قيام دولة اسرائيل عام 1948 م ، ومن ثم تهويد القدس المحتلة على يد ترامب المختل عقلياً..
لم ولن ننسى هذه القضية ولكن هناك أيضاً أراضٍ محتلة في مكان آخر..
ليست العراق أو افغانستان أو سبتة و مليلية أو إيلات أو أي دولة أخرى عربية كانت أو مسلمة..
ربما تاهت هذه الأرض من عقول الكثير.. لكنها لازالت وستظل منطقة محتلة ويجب استردادها من يد الاحتلال وتطهيرها فهي لا تقل شأناً عن نظيراتها في الدول الأخرى..
أتحدث عن أراضي جيزان ونجران وعسير المحتلة من قبل اليهود العرب “بني سعود”
هذه القضية التي تكاد أن تشطب من ذاكرة اليمنيين ويرسخ مبدأ وقوعها في خارطة طريق المملكة العربية السعودية و إذابة الهوية اليمنية لسكان تلك المناطق التي تبلغ
مساحتها اكثر من مساحة شمال اليمن ، وقد تمدد النفوذ السعودي منذ زمن ليس ببعيد ليشمل تلك المناطق كونه يعلم بالثروات العظيمة التي تمتلكها وأيضاً ليزيد من
توسع الدولة على حساب اليمن
نعم بدأ اليمنيون يكبلون العدو في هذه المناطق شر الهزائم ولكن هل سيكون تطهيرها والمطالبة بعودتها هو من أجندة مقاتلينا وشعبنا؟؟
لنقم بجولة في المحافظات عسير – جيزان – نجران..
مساحة عسير ( 81.000) كم2
وعدد سكانها (1.913.000) نسمة معظمهم من دولة الاحتلال السعودي ..
منطقة جبلية يمنية بها ثروة معدنية وأراض خصبة .
مساحة نجران ( 360.000 ) كم2
وعدد سكانها (505,652) نسمة معظمهم من دولة الاحتلال السعودي..
هذه المنطقة اليمنية التاريخية التي أسسها “نجران بن زيدان بن سبأ ” ، وقد ذكرها الله تعالى مرتين في القرآن الكريم وبها الاخدود الشهير الذي ذكر في سورة البروج كما ورد ذكرها في آية المباهلة والتي كانت سبباً في إسلامهم ، كما أن جبالها لا تزال بكرا تزخر بالمواقع الأثرية والنقوش المتنوعة المليئة بالرسوم الأثرية اليمنية وأرضها زراعية خصبة كباقي أراضي اليمن .
مساحة جيزان (40.000)
وعدد سكانها (000. 1.365 ) نسمة معظمهم من دولة الاحتلال السعودي .
اسم جيزان أو جازان بالأصح هو اسم سبأي ، منطقة خصبة وبها وادي جازان ولها موقع استراتيجي ممتاز كونها واقعة قبالة السواحل الشرقية الافريقية وباعتبارها ممر تجاري بري وبحري وبها ثروة سمكية و نفطية هائلة .
أجمالي مساحة هذه المناطق هي ( 481.000) كم2
وجميعها تمتلك ثروات معدنية ونفطية وسمكية وأراض خصبة ، وتزيد عن مساحة شمال اليمن التي تضم المحافظات صنعاء- عمران – ذمار – تعز – الجوف – صعدة – حجة – مارب – البيضاء –الحديدة والتي تساوي مساحتها مجتمعة حوالي (241798) كم2 أي ان مساحة الأراضي اليمنية المغتصبة تزيد عن مساحة شمال اليمن بحوالي ( 239202) كم2 ..
في عهد الامام يحيى حميد الدين، قام الإمام بتأجير هذه المناطق للسعودية لمدة عشرين عاماً بعد أن ضغطت السعودية على اليمن وخاضت ضدها حرب خرجت باتفاقية الطائف التي تنص بتأجير (عسير ونجران وجازان) على أن تعود هذه الاراضي لحظيرة البلد بعد انقضاء المهلة المتفق عليها ولكن السعودية حاولت جاهدة إلهاء اليمن في خلق صراعات واحدةً تلو الأخرى ، و جاءت فترة حكم علي عبدالله صالح والذي بدوره باع تلك الأراضي للنظام السعودي وكأنها ملك خاص..
لذا كان لابد من التحرك للمطالبة بما أُخذ منا عنوة ، و على الحكومة أن تطالب بالأراضي اليمنية المحتلة إضافة إلى مطالبتهم بمحاكمة كل الجناة – المتورطون بالدم اليمني – في محكمة الجنايات الدولية وإيقاف بِركة الدم التي تهدر كل يوم وتعويض الخسائر المادية والبشرية التي أوجعت كل يمني ودخلت إلى كل بيت .
طبعاً سيكون ذلك بعد أن يصل مجاهدونا إلى الرياض.. وصدقوني وقتها ستعود الأرض اليمنية و سيطلب بني سعود الرحمة مِن مَن ظنوهم مجرد شرذمة لن يضروهم إلا أذى.
هم عجلون و نحن صابرون صامدون