تستقبل جماهير امتنا العربية ( يوم القدس ) هذا العام بمزيد من الإصرار والتفاؤل بقرب الانفراج وعودة أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسولنا الخاتم إلى الحاضنة العربية وإلى أهلها وابنائها وإلى امتها التي لن ولم تفرط بهذه المدينة المقدسة ولا بشبر من أراضي فلسطين المغتصبة أو أي أرض عربية محتلة ..أن يوم القدس هو يوم تعبيري وهو بمثابة جرس إنذار يذكر العالم بأن فلسطين لن تكون إلا عربية إسلامية وأن لا مكان للصهاينة والغزاة المغتصبين فيها مهما طال الزمن وتكالبت التحديات على سكانها وعلى امتنا وعلى عالمنا الإسلامي .
أن القيادة القطرية لحزبنا : حزب البعث العربي الاشتراكي وهي تقف أمام ذكرى يوم القدس العالمي الذي يصادف أخر جمعة من شهر رمضان المبارك تجدد موقفها الثابت والمبدئي من قضية القدس وفلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة في جنوب لبنان والجولان العربية السورية وتؤكد القيادة القطرية لحزبنا أن العالم لن يعرف الاستقرار والامن والطمأنينة قبل أن تعود الأراضي العربية المحتلة جميعها الى السيادة العربية وفي المقدمة القدس الشريف التي تعني عودتها الامن والاستقرار للعالم وما دونها سيظل هذا العالم مسرحا للصراع الدموي ولن يعرف العالم معنى للأمن والسلام قبل أن تعود القدس وتتحرر كل فلسطين من النهر الى البحر ومعهم تعود كل الأراضي العربية المحتلة بحكم غطرسة القوة وبقرار ممن لا يملك لمن لا يستحق ..
أن ذكرى يوم القدس هذا العام تعود متزامنة مع وهم مزعوم أصدره المستعمرون ورعاتهم تحت مسمى ( صفقة القرن ) وهي الصفقة التي ولدت ميتة كغيرها من الصفقات بدءا من قرار التقسيم الشهير الصادر عام 1947م والذي مهد لقيام كيان الاحتلال الغاصب في فلسطين عام 1948م وقد كان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادته الطليعية سباقا إلى التحذير ودق ناقوس الخطر من خطورة المؤامرة التي لا تستهدف فلسطين بل تستهدف وجودنا القومي والقطري وتستهدف كل قدرات ومقومات امتنا ووجودها وهذا ما حذر منه حزبنا في ( بيان ميلاده ) الصادر في 7 نيسان عام 1947م ولا يزل حزبنا ثابتا على مواقفه متمسكا بمبادئه منافحا عن قضايا الامة ووجودها قطريا وقوميا , وهو اليوم أكثر يقينا من سلامة مواقفه وسلامة مساره مؤمنا بأن النصر القادم وأن طال مساره لكنه المسار الثابت والواثق بأن الحق فوق القوة وأن المستعمر إلى زوال مهما طال أمد حضوره فقد تقلصت الإمبراطورية التي لا تغرب عن مستعمراتها الشمس وتوارت وتحولت إلى بضعة مقاطعات وجزر متنافرة فيما بينها فيما الحق العربي يسطع في سماء الكون واضعا العالم أمام خيار وحيد وهو عودة الحق إلى أصحابه ورحيل الغزاة والمستعمرون وعودتهم من حيث أتو .
لقد اسقطت أمتنا رغم ضعفها وتمزقها وفداحة المؤامرات ضدها من الأخ قبل الصديق ومن الصديق قبل العدو , مؤامرات كثيرة وتضحيات جسيمة قدمتها امتنا قطريا وقوميا من أجل القدس ومقدساتها والتي ستعود حتما ولم نكن وحزبنا يوما ثقة بهذه العودة كما هو حالنا اليوم ..
أن انتصار محور المقاومة الممتد من صنعاء الى بيروت ومن دمشق الى طهران ومن موسكو حتى بكين ومعهم شرفا امتنا واحرار العالم الذين يقفون الى جانبنا هذا الانتصار التاريخي الذي ستدون احداثه في أنصع صفحات التاريخ وأصدقها يعد أحد أهم عوامل الثقة اليقينية التي نتحلى بها بعودة قدسنا وأرضنا وكل حقوقنا المشروعة التي اغتصبت على خلفية رغبات استعمارية وهي الرغبات التي لم يعد بعد اليوم هناك ثمة ممكنات لتحقيقها أو خداع الناس بها لقد خدع المستعمرون العالم كثيرا وخدعوا بعض أبناء جلدتنا ممن يبحثون عن حياة الرفاهية والعيش الرغيد وأن على حساب دينهم وهويتهم وكرامتهم ومع التسليم بهذه الحقيقة المؤلمة فأن يوم القدس يعد سنويا بمثابة يوم الكابوس الذي يقلق مضاجع كل هؤلاء مع حلفائهم من الغزاة والمستعمرين.
لقد سقطت مؤامرة كمب ديفيد ومسلسل السلام الوهمي وسقطت مشاريع الاستسلام تباعا 17 أيار اللبناني ومدريد واوسلو وسقطت المؤامرة الكبرى التي استهدفت الجمهورية العربية السورية منذ قرابة عقد من الزمن وها هي سورية تسطر من أجل فلسطين والقدس والجولان ومزارع شبعا ومن سيادة الامة وكرامتها ومن أجل وجودها ودورها الحضاري والتاريخي ها هي سورية تسجل لا جل كل هذا أعظم انتصارها التاريخي وها هي المقاومة في لبنان وفلسطين تؤدي دورها الحضاري من أجل القدس وكل الأراضي العربية المحتلة لا ننسي دور ومواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقفت وتقف بكل قدراتها من اجل فلسطين والقدس ويسحب الدور ذاته على مواقف جيشنا اليمني الباسل ولجاننا الشعبية الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية منذ سنوات ست على عدوان غاشم تشنه علينا ذات القوى المتغطرسة التي سلبت حقوق امتنا في الوجود ليس في فلسطين وحسب بل في كل ارجاء الوطن العربي الذي تستبيحه قوى الغطرسة والعدوان فما يجري في اليمن وسورية ولبنان والعراق وفي أكثر من ساحة عربية هو من أجل فلسطين والقدس ومقدساته وفي سبيل الامة ووجودها ودورها ورسالتها الدينية والحضارية كخير أمة أخرجت للناس أمة رسالة السماء ودوحة الأنبياء والرسل ..
عاشت أمتنا العربية الواحدة برسالتها الخالدة
المجد والخلود لشهداء امتنا الذين سقطوا ويسقطوا دفاعا عن حقوق الامة ووجودها
عاشت فلسطين حرة مستقلة بقدسها ومقدساتها وبكل مساحتها من البحر الى النهر
صادر عن القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ..قطر اليمن
صنعاء ٢٨رمضان ٢١/٥/٢٠٢٠