بقلم /عفاف محمد
اغتيال وردة…اغتيال فراشة!!
من ذا الذي يطاوعه قلبه قبل كفه ان يغتال الوردة سر الجمال والصفاء؟!
ومن هو ذاك الذي يلطخ كفه بقتل الفراشة المخلوق الرقيق والناعم؟!
اذا كان لا يحق للكف ملامستها بخشونة كي لا تؤذيها فما بالكم فيمن يتعمد ان ينهييها من الوجود؟!
فهل يحمل في جنبيه حنايا من يتعمد اذيتها بأي شكل من الاشكال
اليست الحياة قائمة على مبادئ واسس سليمة تفرصها علينا غريزتنا التي فطرنا عليها وهي التراحم والتواد اليست المشاعر الفياضة بالحب والعطف والحنان من دواعي السلام
فلماذا آفة الحروب تطالنا؟!
لماذا تقتل كل جميل فينا ولا تعباء حتى ان كان ضمن اهدافها …طفل !!
اجل طفل.. يشبه الوردة العطرة ويشبه الفراشة المحلقة في الجنان..
عندما نتحدث اليوم عن الطفل اليمني فأن المشهد المأساوي يفرض نفسه بقوة
سنتحدث حينها عن الحرمان بذاته عن الطفولة المهدورة..
الطفل اليمني دونا عن اطفال العالم طفولته مهملة لم يلقى حقه من الرعاية والاهتمام لم يمارس كامل حقوقه بل معظمها لأسباب عدة لعل أبشعها وآخرها ما يعانيه اليوم جراء حرب غشوم طمست كل معالم الفرحة وكل معاني في محياه..
العدوان طال الطفل بالدرجة الأولى وجعلت منه هدفا مرصود بدقة
لم تقام لأجله اية معايير محسوبة ففي كل مدى يزداد الاجحاف في اذيته بل قتله بأبشع الطرق دون هوادة ودن حتى يقضه عالمية او اممية ترثى لحال الطفل اليمني الذي بات كورقة مرمية على قارعة الطرقات لأحد يأبه لها !
بل انهم يتفننون بطرق قتلهم فمنهم المبتورة اطرافهم ومنهم المحترق ومنهم المتمزق اشلاء وكل العالم يغض الطرف عن هذه البشاعة
الطفولة اليمنية في حرب التحالف هذه انتهُكت طفولته لأبعد الحدود خلفت هذه الحرب الجرحى منهم والايتام والمحرمون والمصابين بداء الكوليرا ونقص الغذاء والدواء لدرجة اوصلته لحافة المجاعة والتي تحدثت اليوم عنها المنظمات بشكل لافت فيما بعد الألف يوم ولك للانهيار الملموس والذي اكدته دراسات خاصة ونزول ميداني من قبل المنظمات وسبق و إن حذر مدير وكالة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي من ان اليمن تتعرض لأبشع جرائم حرب ضد الإنسانية …
كما تحدث حتى الكونغرس الأمريكي عن فداحة ما يرتكبه بني سعود في حق الاطفال اليمنيين واخلو مسئوليتهم من توريد السلاح الذي يقتل به اليمنيين وعدم رضاهم عما يفعله رئيسهم المهبول ..
وتشير المصادر انه يموت طفل يمني كل عشر دقائق جراء الأوبئة والكوارث التي خلفها العدوان …
وتقول الإحصائيات انه قد قتل حوالي مئتين ألف طفل يمني خلال هذا العدوان السافر …
هذا عن الجانب الصحي ناهيكم عن الجانب النفسي والذي ترك اثر بليغ جعل من الطفل اليمني يعاني جراء تلك الغارات مما تسبب بتدني مستواهم الدراسي وكذلك كثرت حالات التبول إلا أرادي لدى معظمهم جراء ارتعابهم من الغارات الهمجية المفزعة.. خلفت هذه الحرب تناقضات نفسية عميقة الأثر جعلت منه اخيراً مجبرا على التكيف مع الأوضاع …وتجد الطفل اليمني رغم سنه عندما يستشهد والده او تسأله لمن هذه الطائرات المقاتلة يجيب على الفور انهم بني سعود يقتلونا وهذا وسيخلف في أنفسهم أثر ونقمة على بني سعود وستتناقل الأجيال القادمة فداحة وبشاعة هذا العدوان …
عندما نحاول طرح موضوع الطفل اليمني ومدى تأثير العدوان عليه فأننا نتحدث عن جرح دامي ينزف وعن مأساة لا تصفها مجرد حروف او اخصائيات مكتوبة على الورق بل انها كارثة بحجم السماء
الطفل اليمني جسد تقيحت جروحه ولم تطب بعد 1000 يوم من العدوان لم يندمل الجرح بعد فهناك الف قصة وقصة للأطفال اليمنيين قصة إشراق المقتولة باب مدرستها وبثينة التي لم تستطع فتح عينيها بعد ان استفاقت جريحة ولم تجد احد من اهلها حولها ومن ثم بعد تداول قصتها تم المتاجرة بتلك القصة !وقصة هيلة المبتورة اليد والجثة الهامدة وابن الناشري الذي ذهب لزيارة بيت جده واستشهد مع جدته أثر غارة وحشية ..ووووو …..الخ قصص لا تعد ولا تحصى والواقع خير شاهد وتلك الصور المفجعة تروي كل التفاصيل والتي استخدم فيها العدو براعته وفنونه في قتل تلك البراءة !
يقول د/عبد العزيز المقالح
هل شاهد الصيف موت البراءة
هذا الموت منتشر في المكان ومنتشرا في الزمان
وهذا هو الصيف يلهث
يشوي الفراشات
يطعنها
رويداً رويداً تموت المسافات
والضوء …
يرحل في غسق الميتين
لم يمنع الموت أن يتورط في القتل
ان يتوغل في جسد الطفل كالقصيدة وكالطيف
هاهو ذا ينهش اللحم والعظم
يزهق وجه البراءة
يخمش روح الطفولة
يفتح هاوية الفزع المستريب
رائعا كالملاك
خجول الخطى
فليس موت الحياة الذي يستحق بكاءك
يا صاحبي
ليس موت الجبال او البحر او النحوم او النهر
أن الذي يستحق بكاءك يا صاحبي
هو موت البراءة.