يوم القدس العالمي المصير المشترك في طريق المقاومة.!

بقلم الدكتور/ خالد السبئي:

تحيي جماهير الشعب العربي وأحرار العالم يوم القدس العالمي من كل عام في”الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك هي يوم القدس العالمي، وإلى جانب مناسبات مثل ذكرى النكبة أو یوم الأرض؛ يُعتبر فرصة استثنائية للتأكيد على المصير المشترك في طريق المقاومة لحق الشعب العربي الفلسطيني المشروع والمقدس في العودة إلى أرضه ووطنه، وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

وتاتي اليوم ونحن نعيش الآن في وضع يعتبره نظام الاحتلال الصهيوني عصرًا ذهبيًا لتوسعه، فدعم الولايات المُتحدة النادر أو غير المسبوق بقيادة الصهيوني الامريكي ترامب لتوسيع عملية الاحتلال بقيادة رئيس عصابة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، ناهيك عن الدعاية وتطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وتل أبيب، والتي تم كشفها وظهرت للعلن مع الكشف عن صفقة القرن؛ هذان الموضوعان وضعا من مصير فلسطين كأكبر قضية للأمة الإسلامية بوضعٍ غير مسبوق لدرجة أننا نتحدث الآن عن احتلال أراضي الضفة الغربية!

ان قضية فلسطين تشكل” قضيتنا المركزية فكراً وممارسة” في حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي منذ بداياته الأولى القضية العربية الأساسية، فمنذ مطلع عام 1945 أصدر بياناً أدان فيه “وعد بلفور”، ورفضَ الهجرة اليهودية وندّد بمواقف بريطانيا والولايات المتحدة وطالب بحق فلسطين في الحرية والاستقلال، ودعا إلى خوض معركة فلسطين باعتبارها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمعركة العرب القومية ضد الاستعمار وبنضال الطبقات الشعبية وحلفائها ضد التجزئة والتخلف والاستغلال، فكان البعث من أوائل الحركات التي ربطت بين قضية فلسطين وبين بُعدها القومي، وقاتل مناضلوه الصهاينة على أرض فلسطين عام 1948.

واليوم وليس مثير للدهشة وصف رئيس العصابة الصهيونية هذه الفترة بأنها واحدة من أفضل الفترات في العلاقات بين بعض العواصم العربية والإسلامية مع تل أبيب.حيث  أن كيان الاحتلال ومن خلفه الدول الكبرى التي تحميه كانوا على استعداد لإحباط وتجاهل جهود القادة للفلسطينيين من أجل السلام، واليوم نرى في قضية غور الأردن كيف أن أمن دولة عربية مجاورة وملتزم بالأمن مع إسرائيل كما في حالة الأردن، غير أنّهم يقومون بتهديدها..ومن هنا اقتبس من الإمام الخميني ما يلي: “الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك هي يوم القدس، وفي العشر الأخير من رمضان على الأرجح هي ليلة القدر.. يوم القدس التالي لليلة القدر، يجب إحياءه بين المسلمين، ليكون مصدرًا ليقظة ووعي المسلمين”وبعبارة أخرى؛ فإنّ يوم القدس العالمي وبسبب ارتباطه بأهم مناسبة إسلامية؛ فإنّ إحياء ذكراه تُعتبر عابرة للمذهبية والطائفية لأتباع جميع المذاهب الإسلامية، كما يمكن أن يكون وفي كلِّ عامٍ بداية للتفكير والتأمل في التحديات الكبرى للمسلمين.

ولأكثر من 40 عامًا؛ تمكن اليوم العالمي للقدس من التأثير حتى على الجغرافيا السياسية والمعادلات السياسية في الشرق الأوسط، وإنشاء مركز يسمى محور المقاومة، والذي أصبح عنصرًا أساسيًا في العمليات الإقليمية ولا يمكن لأي شخص تجاهله، لذا؛ يجب تحويل يوم القدس العالمي إلى فرصة لخلق وتجديد القوّة والمبادرة بين الدول التي تؤمن بالقضية الفلسطينية.

لا ينبغي أن ننسى أن اليوم العالمي للقدس قد تم إطلاقه وبشكلٍ أساسي بعد أن تمّ عزل المجتمعات المسلمة وأخذ روح المُبادرة منها في مواجهة النظام الإسرائيلي والقوى الداعمة له، والآن لا يجب السماح لهذا النظام وداعميه بإضعاف عوامل قوة وهوية العالم الإسلامي..

 اليوم: تحل مناسبة يوم القدس هذا العام مع اشتداد التآمر الصهيوامريكي وسقوط كل الأقنعة عن العداء الأمريكي المستحكم للأمة العربية وعلى راسهم مشيخات الخليج،وخاصة بعد قرار الرئيس الصهيوني الامريكي الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الغاصب وقراره الاعتراف بضم الجولان إلى هذا الكيان..عليهم إن قرارات الإدارة الأمريكية هذه لن تغير من حقيقة الأمور بأن القدس والجولان كانتا وستبقيان عربيتي الهوى والانتماء وأن كل الأراضي المحتلة والحقوق العربية لا تسقط بالتقادم وستعود إلى أصحابها طال الزمان أم قصر ولا يستطيع أيا كان التنازل أو التفريط بهذه الحقوق وأن كل المشاريع الأمريكية المتجددة بالتآمر على الأمة العربية بما فيها “صفقة القرن” أو غيرها لن يكون مآلها إلا الفشل أمام إرادة التحدي والصمود والإصرار على التمسك بالحقوق العربية في القدس والجولان.

في يوم القدس العالمي  باسمي وباسم القيادة والكوادر والقواعد الحزبية في صفوف حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر اليمني نجدد تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني الباسل وأهلنا الصامدين في الجولان السوري المحتل ودعمها اللامحدود في سبيل تحرير كل شبر من الأراضي العربية المحتلة وعودة الجولان إلى سورية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف..وكما ندعو الحركات والأحزاب السياسية القومية والهيئات والمنظمات الدولية والحقوقية بهذه المناسبة إلى تحمُّل مسؤولياتها السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية، بوقف نزيف النكبة، وبترجمة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بإقامة دولته المستقلة كاملة السّيادَة على أرض وطنه، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، ويدعو إلى الصمود وتعزيز الشعور الوطني والقومي، وتعميم ثقافة المقاومة والعودة إلى الوطن، والعمل على حشد التأييد لدعم ومساندة قضية الأسرى العرب الفلسطينيين والسوريين وغيرهم في سجون الاحتلال الصهيوني، والتضامن معهم لنصرتهم، ولفت أنظار العالم للمآسي التي يتعرضون لها بشكل يومي.!!

إغلاق القائمة